إن قطاع التعليم هو بمثابة القاطرة في قطار التطور والازدهار الاقتصادي والحضاري لأي دولة.
من هذا المنطلق كان لا بد للتعليم أن يحظى بالجودة في جميع جوانبه وينبغي إعادة النظر في إدخال مفاهيم الجودة وتطبيقاتها في كافة العناصر التعليمية ، فجودة التعليم تعني ” الوفاء بمتطلبات العمل التربوي وتوقعات الطلاب والأطراف المعنية الأخرى ” بل يعرفها البعض بأنها “جعل التعليم متعة وبهجة”.
السؤال المهم هو إلى أي مدى يتم تطبيق أسس الجودة في مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية وبطريقة منهجية متكاملة ؟ كم عدد المدارس الحكومية أو الخاصة التي طبقت أو تنوي أن تطبق أساليب الجودة في عملياتها؟ وإلى أي مدى تؤمن القيادات في المدارس بأهمية الأخذ بأساليب تجويد التعليم وبتطبيق أفضل الممارسات؟ لا شك أن هناك تجارب رائعة وموجودة داخل المملكة ولكن هذه الممارسات الجيدة تظل داخل أسوار المدرسة. وعلى الجانب الآخر هناك من يرى أن تطبيق معايير الجودة والاهتمام بتطبيق أفضل الممارسات هو مجرد رفاهية ولا داعي لتوظيف بعض المصادر لهذا الأمر.
لقد خطت وزارة التعليم خطوات طيبة نحو تفعيل نظام الجودة ، إذ تضمنت خطة الوزارة العشرية (1425هـ – 1430هـ) هدفاً استراتيجياً نحو الأخذ بنظم الجودة الشاملة في التعليم من أجل التحول من نمط الإدارة التعليمية التقليدية إلى النمط المبني على مفاهيم الجودة الشاملة.
وفي ضوء المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية السريعة التي يشهدها عالم اليوم ، يعاود السؤال بطرح نفسه أمامنا بعد هذا : أين نحن من كل هذا؟